أخبار بيطريةأخبار مجموعة حياةالأخبار

المرأة في الطب البيطري

تاريخ المرأة في الطب البيطري

عُرف الطب البيطري في بداياته بكونه تخصصًا مقتصرًا على الرجال فقط وكان شبه مستحيلٍ على المرأة أن تلتحق بمجال الطب البيطري. استمر ذلك تقريبًا لمدة 125 عامًا، وذلكَ منذُ افتتاحِ أولِ مدرسةٍ للطب البيطري في فرنسا عام 1761م، حتى نهاية القرن التاسع عشر حيث كان فيه أول دخول للمرأة في مجال الطب البيطري.

تم تخريج أول طبيبة بيطرية مينيون نيكولسون Mignon Nicholson في الولايات المتحدة عام 1903م من كلية الطب البيطري في شيكاغو، وثاني طبيبة بيطرية الينور ميغراث Elinor McGrath من كلية الطب البيطري في شيكاغو عام 1910م وكانت أولَ شخصٍ في العالم يجري عمليةَ استئصالٍ للوزتينِ على كلب، وكانت أول امرأة عضوة في الجمعية الطبية البيطرية الأمريكية AVMA

وتم تخريج ثالث طبيبة بيطرية في أمريكا فلورنس كيمبلFlorence Kimball من جامعة كورنيل من كلية الطب البيطري في الولايات المتحدة عام 1910م. ومع تقدم الزمن وتطور الفكر وقيام الكثير من الحركات النسوية المناصرة لحقوق المرأة في أوروبا والولايات المتحدة، تكاثرت أعداد النساء في مجال الطب البيطري، حتى زاد التحاق الجنس النسائي بكلية الطب البيطري وفاق عددهم عدد الذكور بنسبة 77.6% بحلول عام 2008-2009م بعدما كانوا يشكلون نسبة 11% فقط في عام 1969-1970م وذلك وفقًا للمجلة الطبية البيطرية الأمريكية. أثبتت المرأة نفسها في هذا المجال ووضعت بصمتها المميزة وحققت إنجازات عديدة في مجال الطب البيطري. من أبرز هذه الإنجازات:

 

العقبات التي واجهتها المرأة في الطب البيطري

واجهت المرأة العديد من الصعوبات والعقبات خصوصًا في بداية دخولها إلى مجال الطب البيطري حيث شهدت كثيرٌ من الطبيبات البيطريات التمييز الذكوري ورفض المجتمع لفكرة وجود امرأة تعمل في مجال كان سابقا يعتبر مجال ذكوري من الدرجة الأولى وفيه مالا يتماشى مع طبيعة المرأة. ولعل أبرز العقبات التي واجهتها العديد من النساء في بداياتهم في المجال، هي محاولة إقناع المجتمع بكفاءتها وقدرتها على أن تعمل وتبدع في المجال بالرغم من كونه مجالاً يتميز أولًا بكونه يحمل في طياته الكثير من الرحمة والرفق والإنسانية قبل أي شيء. تطلب الأمر وجود شخصيات نسائية شجاعة ومقدامة أصرت أن تدخل المجال وتبدع فيه لتحارب الفكر الخاطئ والذي للأسف كان الفكر السائد آنذاك عن وجود المرأة في الطب البيطري. من أبرز الأمثلة على العقبات التي واجهتها الطبيبات البيطريات في بدايات التحاق المرأة بالطب البيطري هو أن الكثير من الطالبات اللاتي يدرسن في كليات الطب البيطري كان يتم تهمشيهم باعتبارهم مستمعات فقط ولم يتم تسجيلهم رسمًيا كطالبات في سجلات الكلية، بالإضافة إلى عدم توافر أبسط الخدمات لهم كوجود دورة مياه وغرف تبديل خاصة بالنساء وتهميشهم تهميشاً كاملاً باعتبارهم غير مؤهلات ولا يملكن الكفاءة الكافية وقد تلقوا الكثير من التعليقات المثبطة والتي بها تقليل من شأنهم ومكانتهم سواء من قبل زملائهم الطلاب أو حتى من قبل رئيس الكلية نفسه. ولكن الحب الصادق للحيوانات والشغف الكبير دفع هؤلاء النساء لأن يكملوا الطريق ويتخطوا الصعاب من أجل الوصول للغاية وتحقيق الحلم.

إنجازات المرأة في الطب البيطري

 

  • جون جوشوا  Joan Joshua

 

 

 

 

طبيبة بيطرية تخرجت من الكلية الملكية للطب البيطري حيث كانت  طالبة استثنائية تم تكريمها ومنحها ميداليات تفوق عديدة أثناء مسيرتها الدراسية وقد نالت على ميدالية الذكرى المئوية وكُرمت كأفضل طالبة في سنتها الرابعة وسنواتها الأخيرة من الدراسة. وكانت المؤسس الشريك لجمعية الجرّاحات البيطريات وانتُخبت رئيسةً للجمعية. شغلت جون جوشوا منصب عضوة في المجلس الاستشاري التابع للكلية الملكية للطب البيطري كأول امرأة في المجلس واستمرت عضوة لمدة اثني عشرة سنة. وغيرها الكثير من الإنجازات الأخرى.

 

  • أولغا يوڤرا  Olga Uvarov

طبيبة بيطرية تخرجت من الكلية الملكية للطب البيطري عام 1934م بميداليتين في علم وظائف الأعضاء وعلم الأنسجة. تميزت أولغا بشغفها واهتمامها الكبير بالعلم وحرصها على تمرير هذه المعرفة للأجيال القادمة. نشرت أولغا فوق خمس وخمسين مقالة علمية وتلقت العديد من الجوائز. وكانت أول امرأة تحصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (CBE) عام 1977م.

  • ألفريدا جونسون ويب Alfreda Johnson Webb

طبيبة بيطرية وبروفسورة في علم الأحياء تخرجت عام 1949م من جامعة توسكيجي كأول طبيبة بيطرية من أصل إفريقي تمارس مهنة الطب البيطري في الولايات المتحدة الأمريكية. درّست علم التشريح في معهد توسكجي حتى عام 1959م ثم أكملت كبروفسورة في علم الأحياء في جامعة ولاية نورث كارولينا التقنية والزراعية 1959-1978م وكانت عضوة في جمعية الطبيبات البيطريات وعضوة في الجمعية الامريكية للجراحين البيطريين. حصلت على مرتبة الشرف وجوائز عديدة من ضمنها جائزة ألفا كابا ألفا.

  • ميري نايت دنلاب  Mary Knight Dunlap

أسست جمعية الطبيبات البيطريات عام 1947م.

  • آني هارڤكليس  Annie Harviclicz

ناشطة في حقوق الحيوان ومؤسسة وقائدة المكتب الطبي لمركز رعاية الحيوان (AWC) في سانتا مونيكا، كاليفورنيا. كرّست آني حياتها من أجل رعاية الحيوانات وسافرت عدة أماكن عملت فيها مع مختلف أنواع الحيوانات البرية والأليفة. حصلت آني على عدة جوائز وتم تكريمها في عدة مناسبات تقديرًا لجهودها في دعم  حقوق الحيوان.

وغيرهم الكثير من النساء اللواتي برزن في مجال الطب البيطري وحققن نجاحات مبهرة ومشرفة.

الطبيبة البيطرية في العالم العربي:

يشهد العالم العربي في عدة دول تطورًا من ناحية تمكين المرأة في عدة مجالات وفتح الفرص لها كي تبدع وتساهم في التطوير والنمو الاقتصادي والعلمي. تم تخريج أول دفعة طبيبات بيطريات في الإمارات العربية المتحدة عام 1440هـ وبدأت دراسة أول دفعة طبيبات بيطريات في المملكة العربية السعودية عام 1439هـ في جامعة الملك فيصل في الأحساء وجاء ذلك تماشيًا مع رؤية المملكة التي تدعم تمكين المرأة ورفع الكفاءات العلمية لدى الجنسين.

رائدات الطب البيطري في العالم العربي:

  •  د.رولا شعبان إبراهيم

أول طبيبة بيطرية إماراتية، عضو مجلس إدارة الجمعية العالمية البيطرية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والأمين العام المساعد للشؤون الخارجية والعلاقات العامة باتحاد البيطريين العرب ورئيسة وحدة الرقابة الحيوانية -أبوظبي والظفرة- بهيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، بالإضافة لكونها غواصة وفارسة ورسامة، وحازت على أوسمة وميداليات عديدة في ركوب الدرجات الهوائية. تميزت الدكتورة رولا بحبها الصادق للحيوانات منذ الصغر، وطموحها العالي وإيمانها  بقدرة المرأة على تخطي الصعوبات وتحقيق التميز في مجال الطب البيطري. في بداية سنة 2005 بدأت د. رولا شعبان العمل كأول سيدة في وزارة البيئة والمياه -وزارة الزراعة والثروة السمكية سابقاً- في الإمارات حيث كان لها دور كبير وبصمة واضحة في سن التشريعات والقوانين في مجال استيراد الحيوانات والأدوية البيطرية إلى داخل دولة الإمارات، وترخيص الأطباء البيطريين والمنشآت البيطرية، والإشراف على المحاجر البيطرية والعيادات البيطرية وسن قوانين لاستيراد الكلاب والقطط من وإلى الدولة. كذلك تفردت الدكتورة رولا بكونها الطبيبة الإماراتية الوحيدة في مجال الخيول، وهي عضو في الكادر البيطري لاتحاد الإمارات للفروسية ونادي دبي لسباقات القدرة والتحمل داخل الدولة وخارجها، وعضو في لجنة التحكيم وفارسة بجدارة في سباقات قفز الحواجز، وقادها طموحها العالي وتميزها للحصول على النجمة الثالثة من الاتحاد الدولي للفروسية وتطمح لأن تحصل على النجمة الرابعة وهي أعلى مستوى في سباقات الخيول.

  • د.سها أحمد غريب

تعمل د. سها في المختبر البيطري في وكالة الثروة الحيوانية بمملكة البحرين، حصلت على الدبلوم العالي في المراقبة الصحية على الأغذية. وحصلت على جائزة المراعي في دورتها الحادية عشر كأفضل طبيبة بيطرية لدول مجلس التعاون الخليجي.

  • د. سماح بنت محمود الشريف

أول طبيبة بيطرية عُمانية، شغلت الدكتورة سماح منصب رئيسة قسم الحجر البيطري في مطار مسقط الدولي – وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه- وممثلة سلطنة عمان المنظمة العالمية للصحة الحيوانية OIE بالإضافة لكونها نقطة اتصال بمنظمة الأغذية والزراعة FAO. ساهمت الدكتورة سماح في تطوير تقديم الخدمات البيطرية في سلطنة عمان وتم تكريمها من قبل شركة المراعي في جائزة المراعي للطبيب البيطري لعام 2020م بصفتها أفضل طبيبة بيطرية لدول المجلس التعاون الخليجي.

 

تخريج أول دفعة طبيبات بيطريات في الإمارات عام 1440هـ

المصدر :

  •  Journal Of The Veterinary American Association
  • Cornell University College Of Veterinary Medicine
  • British Veterinary Association (BVA)
  • https://www.bva.co.uk/news-and-blog/blog-article/standingonhershoulders-pioneering-women-vets-in-history-standing-on-their-shoulders/
  • https://www.vet.k-state.edu/about/history/women.html
  • American Veterinary Medicine Association (AVMA) https://www.avma.org
  • https://hrcak.srce.hr/file/125056

أعداد / مريم صالح المبارك عضوة في مجموعة حياة التطوعي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى